0522.81.04.06 063.622.622.0

اسم الكتاب:

حكمة الرواية

الترقيم الدولي: 120 التصنيف: Tag

تدعونا نصوص كونديرا الروائية، بحكم انتمائها إلى نمطٍ سرديٍ يستمد أصوله الإستطيقية من صرح فكري وجمالي حداثي، إلى إعادة النظرية الشاملة في كافة ما تقتضيه من تمثلات، ترتبط عادة بالكتابة الواقعية. ولأن تجربة صاحب المزحة وغيرها من النصوص الخالدة، عادةً ما تُفكّك أفق انتظار قارئها، بمقاربة مركبة تُفَكِّك صرح كافة التوقعات، وتُوشِّش على خرائط المحتمل الواقعي، وما يعدّه من رهانات؛ فإن الاستئناس برُخص الرواية الكونديرية التي تتقاطع خيوط الخيال بالتأمل الفلسفي على منوالها، يكون عادة بحاجة إلى مداخل تُمهِّد الطريق نحوه لمن يمتعض فيها، وما يفيد.

وإذا كان كونديرا قد تنبّه إلى هذا بطريقته، فشرع في مضاعفة الإبداع السردي بتأليف نظرية، تضع نصب عينها توصيف تصوره للكتابة، وتبين رهاناته، وبعدها الجمالي والمعرفي، إلى جانب تسليط الضوء على بعض المرجعيات المؤسسة، التي طبعت استطلاع الرواية بقوة، فإن القارئ العربي ما يزال في أمسّ الحاجة إلى اليوم، إلى مؤلف بطبْعٍ بحثيٍ يهتدي على المسار الكونديري، في محاولة لجمع ما يُؤكِّد ضمنه من رؤى وتصورات، جمع فضيلاً ومضمرًا برغبة عقد علاقة أخرى مُمكنة مع منجز هذا الروائي، لعلها تكون منتجة ومفيدة لإبداعنا السردي.

الرهان هنا يأمل في تحقيقه صاحب الكتاب، هو أن يُشكِّل مدخلًا ممكنًا من شأنه تمهيد الطريق أمام القارئ العربي، حتى يلج إلى عوالم كونديرا، بيسرٍ أكثر. ولعل هذا المرمى هو ما دفع المؤلف إلى اعتماد الأصول الفرنسية وحدها، كأساسٍ على نفسه للاطّلاع بجهد مضاعف، سواء في التأليف أو الترجمة. ذلك أنه بقدر ما اضطر إلى قراءة المنجز الكونديري برمّته، والوقوف على المعالم المهمة في هذه الاستطلاعة، بقدر ما أجبر نفسه كذلك على تدبر فقرات من ذلك المتن المدهش، التي أُحيل إليها حوارات ودراسات، جعلت منها روافد تُضيء بشكلٍ من الأشكال نوايا وأفكار كونديرا، وأسرار خياله الأدبي. وفي الأمل في النجاح كل هذا وذاك، إلى إحالة الحظّ الكبير في الآن في العربية، وفي الأمل نفسه أيضاً، بأن يكون هذا المدخل بمثابة دليل مرشد لقارئ هذه المهمة العسيرة، بعضه بالتقريب من التجربة، بعضه ما يُفيد ويُبهج.


الكاتب:
Besoin d'aide