يعيش المراهق زمنية خاصة قائمة على المفارقات
والتباين الذي يخترق حياته في علاقته بمحيطه العائلي
والاجتماعي. إنها زمنية غير متزامنة مع زمنية محيطه،
لأنه يسعى إلى العيش زمن خاص به، هو يمنحه
خصوصيته الخاصة وإحساسه بذاته وبمعنى حياته.
فهو لا يدير الرأس نحو الماضي، ولا يوجه النظر نحو
المستقبل، وإنما يركز الطاقة كلها على الحاضر واللحظة.
وهو في ذلك إحساس يبلغه المراهق من خلاله
إلى الشعور بالانفصال، بلاغة ينحو من خلالها
كما إلى القطع مع الاستقلالية عن عالم الأبوين،
كما إلى الارتباط بمرحلة الطفولة الموافقة لما يمنح
الشخص إلى الكبر السريع ولما تكتسب ذات الشخص
بالاستقلالية حتى لو تزامن ذلك مع الهشاشة.
وكما يلح على ذلك لوبورف، تعدو النشأة والتربية
والنشء، والمراهق، والطفل، مراحل يتقاطع
كلها يلح على ذلك لوبورف، محوراً جديداً يتحكم في
سلوكه ويساعد على بناء شخصيته الجديدة في عالم
سري موازٍ لعالم الأسرة…
في هذه التحولات تنبهنا دراسات لوبورف إلى
مركزية الجسد لدى الفتى، كما لدى الفتاة، وإلى
مسعى صياغة الذات وتحقيق الاستقلالية، من فرط ما
يمنحه الجسد وحرية التصرف فيه من إحساس
بالمغايرة والاختلاف، مما يجعله
محكاً ووسيلة لشخصية المراهق، وموطناً لاستثمار
معنى لحياته…
جميع الحقوق محفوظة 2022 © تصميم Digital Transformer