إن مكتبتنا تفتقد من الأبحاث والدراسات الخاصة بدراسة الخطب عموماً، وخطب القيادة والزعماء، والملوك بشكل خاص. رغم أن أهمية هذه الخطب في صناعة وتوجيه الرأي العام، ساهمت بشكل كبير في توجيه الخطط الإصلاحية وتنزيل المشاريع المهيكلة الكبرى التي تشهدها بلادنا. وكذا بناء دولة المؤسسات والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الأجيال، وخلق النموذج التنموي المغربي، باعتبار أن هذه الخطب الملكية السامية تعكس بمضامينها القوة التشخيصية، وبعد النظر في قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، ونحتل اليوم مكانة متقدمة بين الأمم الكبرى، بالرغم من التحديات الكبرى الإقليمية والدولية، التي فرضت التعاطي معها بحكمة وتبصر كبيرين حفاظاً على استقرارنا ووحدتنا الترابية، مما أكسبنا احترام جميع الدول الشقيقة والصديقة.
لقد كان د. عبد الله بوصوف من النخبة المهتمة بهذا المجال، إضافة إلى مسؤولياته الثقافية والعلمية والأكاديمية، وكذا إلى مكانته العلمية، فكان بحق من القامات التي أثرت البحث العلمي الجاد برصانة علمية ومسؤولية، من خلال مقالاته الأكاديمية الرصينة، أو من خلال مؤلفاته المتنوعة، مما يجعله من الذين قدموا خدمات جليلة إلى بلده، نعتز بها ونفخر، لأنه ساهم في خلق تراكم علمي كبير من شأنه المساهمة في إعادة قراءة الخطب الملكية السامية، باعتبارها وثائق تاريخية شاهدة على فترة حكم الملك محمد السادس نصره الله، وقدرته على التفاعل مع قضايا المجتمع المستعجلة، وتطلعاتهم المشروعة، وتعطشهم المشروع إلى الأمن والأمان تحت ظل قيادته الرشيدة، وبتوجيهاته السديدة، والتي جعلت المغرب اليوم في مقدمة الدول الإفريقية والإسلامية، بل حتى العالمية.
جميع الحقوق محفوظة 2022 © تصميم Digital Transformer