انحراف

وأنا في السادسة والثلاثين من العمر، من فرط رغبتي الدائمة في إرضاء
الجميع ومحاولة تنظيم حياتي ميكانيكياً، ومثلها عملي وسَترات الشتاء
الجديدة والأحذية والوجبات ودروس الياڤو، وذلك الرجل غريب الأطوار،
ومجتمعات الأطفال، وكيف أكون ما يشاء، وأن أبتسم، ولا أنسى دفع
مستحقات نظام الإدخار الدراسي، وتحديث البيانات، وجمع الفواتير،
وتدريب توتر العضلات، واللاتي تعرضن لعنف طفل الكتروني…
انتهى بي المطاف معزولة عن رغباتي، عن غرائزي، عن أعماقي الداخلية.
تحولت إلى آلة صغيرة تشتغل دون علم بدرورها أو كيفية تشغيلها.

هل الاضطرابات النفسية هي ضريبة الأزمنة الحديثة؟ وهل حدثت
الحالة النفسية للمرأة لضحايا مطحونة التقاليد المحافظة لتكون
مسواة مكتملة؟ أم يكفي أن يعيش المرء في بلد متقدم ليكون
سعيداً؟ أسئلة حارقة هي من أبرزها تطرحها هذه الرواية و حكاية تتكرر في