من الألم الجسدي الناتج عن المرض أو التعرض لحادثة، إلى العذاب النفسي الذي يعمق هوة الانفرد. يحلل دافيد لوبروتون في ظاهرة نعيشها في يومنا، من غير أن نعطيها أهمية: وهو الألم. في هذا السياق يوضح الكاتب الألم بأوجهه المتعددة، سواء الناتج عن المرض الجسدي أو النفسي، أو الألم الذي يتركه في الإنسان، ويؤكد على العلاقة القوية بينهما. كما يعطي وسائل لنقل الألم وتطبيبه، وترويضه. من المرض إلى الرياضة، من التغييرات الاجتماعية إلى الثأر. فهو في هذه الرحلة الإنسانية يدرس الألم الذي يربط الروح إلى النفس والجسد، وتحول الألم إلى عذاب والذهاب إلى التعمق فيه.
الألم هو كل تعبير عن الفيزيولوجيا والوعي والجسد والنفس. والجسد يتنافى ويتمرغ في الألم. والذي هو في هذا البعد رحلة ترويض، يعبق فيها تاريخ الفرجات الكثيرة. ومن مناطقات الرفيعة. إنه في هذه الأطروحة يعرض معاناة الإنسان اليوم، التي لا يحضر فيها مفهم واضح. بل الألم ينسج طريقه بشهده، لا يبقى في مقطع دون آخر، بل يمكنه أن يمر عبره. الجسد الذي يعاني من جروح، والتي تترك علامة، ورواسب للألم. فهو يعني في جزء كبير منه، ليس فقط شعور معين، بل يصرح بذلك عذاباً لا يتوقف. إنه التأثر الاجتماعي والجسدي والنفسي الذي يلامس الظروف ويمزق الشخص في ملامحها، كأنه إيضاح بفعل الظروف وتركه في حياته.
جميع الحقوق محفوظة 2022 © تصميم Digital Transformer