بعد عقد من الصعود المدهش، فجّر شركة « بيرت باتير » بنفسه، و رسم نفسه عاصمًا
بظلام حابس، وأقام حول أحلامه كظلالٍ لعتمة، وعبر مأله جسدًا نحيفًا
للتجنّي. جان ماميين، القائد الذي قاد ببراعة استثمارات ليصبح اسمه الآن
مرتبطًا بسلاح الخوف، يصارع أوجاعا غاب عنها بريقه.
عامان ونصف عام من المعاناة كأنها دهر كامل. تقاتل جان كالمحارب
بشجاعة، بسلاح العزيمة والإصرار، في معركة نفسية لا هوادة فيها،
هو كمن يقاتل الوحش المسعور. وحتى حين جاء قرار إنهاء حياته
فقد كان قرارًا واعيًا وصحيحًا. كل يوم تأخر فيه عن كتابة
فقرة الوداع، لاحظ جسده الإنساني كجُرح كامن، يتبدّد ببطء مع كل ما تبقى
من طاقة روحية.
في هذه المذكرات الصادقة، ينجح جان ماميين في صندقة أسراره، ويشارك رحلته
العاصفة بشكل مغاير. تجربة الانهيار، الهبوط المروع على انتصاراته وهزائمه، اللحظات
الصعبة، و أخطاء الماضي، دون تزوير أو تبرير. كتابٌ يُقرأ على
مشاركة ليلة الطويلة التي قضاها بشكلٍ متكرر في جلسات العلاج، كما أنها
دروسًا حية من مسرح الحياة، نستعرضها بأسلوب روائي يجذب القارئ
من الصفحة الأولى إلى الأخيرة.
ليس هذا الكتاب مجرد قصة نجاح أو فشل، بل هو رحلة إنسان في درب
الهشاشة، بطلة ناعمة، بالغة بالمعاني والصراعات. ينصح به
لكلّ من يبحث، رواد الأعمال، و الأطباء النفسيين، والأساتذة، والمدربين،
والموظفين، بأن الطريق ليس بالضرورة وردي، وأن القسوة متطلبًا
دائمًا، وعملاً دؤوبًا، لفهم الذات وفهم العقول.
جميع الحقوق محفوظة 2022 © تصميم Digital Transformer