«أثر الطير» هي رواية تتشابك فيها خيوط الماضي والحاضر في ترسٍّ عميق على الإنسان، حيث تتبع الصحافية فريدة، رحلتها المرهقة في البحث عن الحقيقة وسط عالم تواطأ على كشف المستور، وبين ظلال السياسة وصحى الذاكرة تستعيد الرواية أحداثًا سياسية مغيّبة طبعت تاريخ المغرب الحديث، من انتفاضة 1984 إلى حراك 20 فبراير 2011، بلغة تمزج بين الواقعية السحرية والمعنى الفلسفي. تقدّم الرواية سردًا تأمليًا يصرح الحلم بالواقع، ويسترجع من التفاصيل الصغيرة رؤى كونية، تجعل القارئ يتساءل: هل الحقيقة مجرّد طير في سماء غائمة؟
نحن نولد أحيانًا بحروب صغيرةٍ على أكتافنا.
جلسنا في مقهى صغير، حيث كان الشاب أمامي، يوجه الشاحب وعينيه المطفأتين. يبدو كمصوّر باهت لحكايَات استنزفتها الخيبة. حديثه عن الاحتجاجات وخيبة الأمل كان كثرةً متناهية، تعكس ملامح قصي الذي لم أستطع الهروب منها. رنين كلمات المتقطعة ترددت أصداء أيام الجماعة، حين كانت الهتافات ترتفع يعود الغفير كأغنية جماعية تشق الهواء نحو المساء. اليوم، بدا داليل الصوت مجرد صدى بعيد كظليل لحلمٍ تلاشى، فاستمعت وأنا أنصت إليه. هل حدث تطور حقيقي في الوعي السياسي بعد سنوات من الركود الفضائلي، أم أن كل أسراره الآن تجرّب إعادة صياغة للبؤس في أشكال جديدةٍ من الأمل؟
جميع الحقوق محفوظة 2022 © تصميم Digital Transformer